بدعوة كريمة من سعادة حمد عبيد المنصوري، مدير عام «دبي الرقمية»، واستضافة سعيد القرقاوي، نائب رئيس «غرفة دبي للاقتصاد الرقمي»، تشرفتُ بالاطّلاع على «نورث ستار» ضمن «جيتكس»، والوقوف على مشاريع واعدة يقدّمها شباب صاعد بروح تنافسية عالية.
وقد كان «نورث ستار» جزءاً من دورة استثنائية اختُتمت بنجاح غير مسبوق؛ إذ جمع «جيتكس غلوبال 2025» أكثر من 6800 عارض إلى جانب 2000 شركة ناشئة من 180 دولة و1200 مستثمر، ما رسّخ مكانته كأكبر حدث للتقنية والذكاء الاصطناعي عالمياً هذا العام.
ما لفت انتباهي على نحو خاص مشاركة طالبات جامعة الإمارات بمشروعات رائدة في مجالات متنوّعة، خصوصاً في القطاع الطبي، حيث قدّمن حلولاً مبتكرة تُعنى بصحّة المرأة. هذا النوع من الابتكار يثبت أن الحاجة أمّ الاختراع، وأنّ الحسّ المجتمعي والاقتراب من مشكلات الواقع الملموس هما الشرارة الأولى لصناعة منتج مفيد ونموذج أعمال قابل للتوسّع.
وهنا تتبدّى قيمة «نورث ستار» بوصفه منصّةً عالميةً لروّاد الأعمال؛ فقد استقطب هذا العام أكثر من 2000 شركة ناشئة، و1200 مستثمر يديرون أصولاً تتجاوز 1.1 تريليون دولار، إلى جانب 40 شركة يونيكورن، ما يعكس عمق رأس المال المعرفي والمالي المتاح لمن يملك فكرةً جادة وفريقاً قادراً على التنفيذ.
إنّ التحوّل الذي نحتاج إليه اليوم هو تصدير الحلول لا استهلاكها فقط، الاستهلاك هو استخدامٌ لا نهائي للتقنيات من دون تدبّرٍ في فلسفتها وآثارها، أمّا الاستقطاب فهو جذب العقول والخبرات، وهذا ما تفعله دولة الإمارات، ليتعاظم الأثر حين يحوّل أبناء وبنات الوطن هذا التراكم العلمي إلى منتجاتٍ وخدماتٍ تُنافس عالمياً.
إلى شبابنا وبناتنا: أكثر من أي وقتٍ مضى، ومع أدوات الذكاء الاصطناعي، بات إطلاق المشاريع أسرع، ودورة بناء المنتج أقصر، والتجريب أسهل. هذه دعوةٌ لِتُطلقوا العنان لأحلامكم، وتحوّلوا مواهبكم إلى شركاتٍ وحلول تعالج تحدّيات حقيقية، من هنا، من منصّاتنا، إلى العالم.