العودة إلى المدارس ليست حدثاً عابراً، بل هي مرحلة تتطلب استعداداً متكاملاً، لا من الطالب وحده، وإنما كذلك من الوالدين اللذين يشرفان على احتياجاته التعليمية واليومية، ومن المعلم الذي تقع على عاتقه المسؤولية الكبرى في إنجاح العام الدراسي.
وفي هذا المقال أشارك بعض النصائح المستخلصة من تجربتي كأم من جهة، وكطالبة سابقة من جهة أخرى.
كيف يستعد الوالدان؟
يبدأ الأمر من تعديل جدول النوم الذي اعتاد الأبناء تأخيره خلال العطلة، ووضع خطة للتعامل مع أوقات الازدحام.
من المهم تهيئة الأطفال نفسياً، خصوصاً أن كانت بداية أولى في الدراسة أو انتقالاً إلى مرحلة جديدة. التغذية أيضاً عنصر رئيس، إذ يجب تجهيز حقيبة غذائية صحية (لانش بوكس) مع توعيتهم بمخاطر الوجبات السريعة.
كما ينبغي تذكير الأبناء بقيمة العلم، واحترام المعلم، والابتعاد عن رفاق السوء.
ويجب التحذير من المخاطر المحتملة مثل التدخين، والمخدرات، والتحرش أو التنمّر، مع تزويد الأبناء بطرق عملية للتعامل مع هذه المواقف.
وإذا كان الطالب مسجَّلاً في المواصلات المدرسية، فيُستحسن أن يوصله الوالدان بنفسيهما في اليوم الأول، لما لذلك من أثر نفسي كبير في تخفيف رهبة اليوم الأول.
كيف يستعد الطالب؟
على الطالب أن يُدرك أن مرحلة الترفيه في الإجازة قد انتهت، يمكنه تجربة ملابسه المدرسية وأدواته وحقيبته قبل اليوم الأول، حتى يكون أكثر جاهزية.
من المفيد أن يضع خطة أسبوعية ويومية لمراجعة الدروس مع الموازنة بين الأنشطة الحياتية.
أما طلاب المرحلة الثانوية، فعليهم البدء مبكراً بالتفكير في ميولهم الأكاديمية وتطوير مهاراتهم استعداداً للجامعة، فالوقت يمضي سريعاً، والنجاح يتشكل بخطوات تراكمية لا قفزة مفاجئة.
كيف يستعد المعلم؟
المعلم هو الشريك الأهم في هذه العملية، ومع تغير المناهج وتطور الحياة الاجتماعية والتكنولوجية، أصبحت مواكبة وعي الطلاب تحدياً، لتتم مخاطبتهم بلغة قريبة منهم، ويبدأ ذلك باستقبالهم بصدر رحب، لتخفيف توتر الأيام الأولى، ليشعر الطالب بأن المعلم أقرب إلى صديق من كونه مراقباً أو مشرفاً.
كما ينصح بأن يتجنب إحراج طلابه بأسئلة روتينية عن السفر والإجازة؛ لأن الكثير منهم لم تتح له هذه الفرصة، الطلاب ليسوا سواء في ظروفهم وقدراتهم، ودور المعلم أن يكون محفزاً ومعززاً، لا محبطاً لهم.
العودة إلى المدارس رحلة مشتركة بين البيت والمدرسة، بين الطالب وذويه ومعلميه، فإذا تكاملت الجهود وتوزعت الأدوار بوعي، أصبح العام الدراسي تجربة ناجحة وقيمة، تُسهم في بناء جيل واثق وقادر على مواجهة تحديات المستقبل.