تحية إلى المعلمين، بناة الغد، الذين تُعقَد على عواتقهم مسؤولية أبنائنا ومستقبلهم، فهذه المهنة النبيلة لها مكانتها عبر الأزمنة، ولاتزال عموداً أساسياً في تنشئة الطفل وتكوين وعيه وقيمه.
ورغم انحسار الصلاحيات التربوية في المدرسة الحديثة لمصلحة الجانب الأكاديمي البحت، يبقى أثر المعلم بالغاً في التربية والتكوين؛ فالطفل، منذ نعومة أظفاره حتى بلوغه أشده، يقضي ثماني ساعات على الأقل يومياً في كنف المدرسة، والمعلم فيها قدوة قبل أن يكون ملقناً.
طلاب المدارس الحكومية محظوظون بما لدى كثير من معلميها من محافظة وفهم للبيئة والهوية، أما التحدي الأكبر، فيكمن أحياناً في بعض المدارس الخاصة، حيث قد ينقل المعلم – سهواً ومن غير قصد -ثقافةً لا تراعي دائماً خصوصيتنا، إذ يتصرف بطبيعته التي تشكلت في سياقات مختلفة.
أين اختفى صوت المعلم في الفضاء الرقمي؟ رسالتي إليك أيها المعلم: انطلق إلى وسائل التواصل الاجتماعي، نحتاج إلى حضورك في صناعة المحتوى العربي، تربوياً وتعليمياً، انقل خبرتك ومعرفتك إلى ساحات التواصل، فأنت أولى بالتأثير والانتشار، قدّم دروساً قصيرة، قصصاً قصيرة ملهمة، معلومة مفيدة، ضع بعض اللمسات اللغوية والثقافية التي تسهم في حياة الأسرة والطالب.
نعم، أنت بالفعل، تصنع الأثر عبر طلابك داخل الصفوف وجدران المدارس، لكن آن الأوان لتوسّع دائرة تأثيرك في عالمنا الافتراضي، ترفد الحراك المعرفي واللغوي، وتسهم في صون موروثنا الثقافي والشعبي.
إن حضورك الواعي في المنصات لم يعد ترفاً، بل هو امتداد طبيعي لدورك التربوي: أن تُعلِّم، وتُلهم، وتبني الإنسان حيث كان.